مملكه الاسنان البيضاء

1. سلمى وهي تكتشف الفرشاة المتكلمة في الحديقة. 2. بوابة سحرية في مرآة الحمام تؤدي إلى عالم الأسنان. 3. مملكة الأسنان البيضاء: أبراج من الأسنان، فرش حراسة، وسماء لامعة. 4. كابتن تسوّس وجيش الجراثيم يهاجمون المملكة. 5. سلمى تحمل فرشاة على شكل سيف وتحارب الجراثيم. 6. الملكة "بياضا" تكرّم سلمى كبطلة المملكة. 7. سلمى تنظف أسنانها في الحمام بابتسامة وفخر.

مملكه الاسنان البيضاء

في صباح مشمس، كانت سلمى تلعب في حديقة منزلها، وفجأة رأت شيئًا غريبًا يلمع تحت شجيرة. اقتربت، فوجدت فرشاة أسنان صغيرة بحجم إصبع، تتحرك وتتكلم!

قالت الفرشاة:

– “أنا فرشة، حارسة مملكة الأسنان البيضاء! نحن في خطر، ونحتاج مساعدتك!”

دهشت سلمى وقالت:

– “مملكة الأسنان؟ أين تقع؟”

– “داخل فم كل إنسان، وهناك مملكة داخل فمك أنتِ… لكنها تهاجَم الآن من قبل جيوش السكر الأسود والجراثيم!”

أعطت فرشة لسلمى حبة نعناع سحرية، وقالت لها أن تمضغها. وفجأة، شعرت سلمى أنها تصغر وتصغر حتى أصبحت بحجم نملة!

انفتح باب سري داخل مرآة الحمام، ودخلت منه إلى عالم رائع: مملكة الأسنان البيضاء، حيث كانت الأسنان أبراجًا لامعة، واللثة مروج خضراء، والفرش تتحرك كحراس شجعان.

لكن الجو كان متوتّرًا… السماء رمادية، وبعض الأبراج بدأت تفقد لمعانه

 

ظهر قائد الشر “كابتن تسوّس”، ومعه جيش من الحلويات اللاصقة والجراثيم الراكضة. هجموا على الأسنان، فبدأت تتحول إلى اللون البني وتتكسر.

صرخت الملكة “بياضا”، ملكة المملك:

– “سلمى! أنت الوحيدة القادرة على إنقاذنا!”

أمسكت سلمى درع النظافة وفرشاة السيف، وبدأت تقاتل الأعداء وهي تردد:

– “سأنظف كل سن! لا مكان للجراثيم هنا!”

ومع كل حركة تنظيف، كانت الأسنان تعود نظيفة ولامعة، والعدو يهرب.

بعد النصر، شكرت الملكة “بياضا” سلمى وقالت:

– “أنت بطلتنا! ولكن تذكّري: يجب تنظيف الأسنان مرتين يوميًا، وإلا سيعود الأعداء!”

قالت سلمى بفخر:

– “أعدك أن أكون الحارسة الجديدة للمملكة، في عالمي الحقيقي!”

  • استيقظت سلمى في سريرها، وتساءلت:

– “هل كان حلمًا؟”

لكن على الطاولة بجانبها، كانت هناك فرشاة صغيرة تلمع وكأنها تهمس:

– “نراك الليلة القادمة!”

  1. ركضت سلمى إلى الحمام، ونظفت أسنانها جيدا وهي تبتسم… فقد عرفت أن وراء كل سن حكاية، ووراء كل تنظيف… بطولة!

في الليلة التالية، عادت سلمى إلى مملكة الأسنان بعد أن مضغت حبة نعناع جديدة وجدت تحت وسادتها.

كانت الملكة “بياضا” تنتظرها قائلة:

– “سلمى، نحتاجك في مهمة سرّية! هناك مدرسة مهجورة تُدعى مدرسة الحلويات، كان كابتن تسوّس يدرّب فيها الجراثيم، وقد ترك خلفه أفخاخًا خطيرة.”

دخلت سلمى مع فرشة إلى المدرسة، حيث كانت الجدران مصنوعة من الكراميل، والأرض من الحلوى اللزجة.

كانت هناك مصائد على شكل مصاصات كبيرة، وعلكة تمسك القدمين!

لكن سلمى استخدمت غسول الفم السحري، فرشت كل شيء، ونظّفته حتى أصبحت المدرسة نظيفة وآمنة للأطفال في

المملكة.

قبل أن تعود سلمى إلى عالمها، أهدتها الملكة “بياضا” فرشاة خاصة مضيئة، وقالت لها:

– “هذه فرشاة المستقبل. كلما استخدمتها، ستحمين مملكتك من الأعداء قبل أن يظهروا.”

سألتها سلمى: – “هل يمكنني تعليم أصدقائي أيضًا؟”

ابتسمت الملكة: – “بالطبع! كل طفل يصبح بطلاً حين ينظف أسنانه.”

وعادت سلمى إلى الواقع، لكنها لم تعد كما كانت…

فكل صباح ومساء، كانت تنظف أسنانها بحماسة، وتروي لأصدقائها قصصًا عن المملكة، وتحكي لهم عن الجراثيم المتخفّية وأهمية تنظيف الأسنان…

وهكذا…

كبرت سلمى، وصارت طبيبة أسنان تحمي الممالك الصغيرة في أفواه الأطفال… وتعلّمهم أن الفرشاة ليست فقط أداة، بل

سيف الأبطال!

بعد أن ساعدت المملكة على التخلص من بقايا مدرسة الحلويات، عادت سلمى لتجد مفاجأة كبيرة:

اجتمع ممثلو الممالك الأخرى داخل الجسم! مملكة اللسان الوردي، ومملكة اللعاب العطري، ومملكة اللوزتين.

قالت الملكة “بياضا”: – “سلمى، لقد ألهمت الجميع! قررنا أن نؤسس تحالف الصحة الفموية، ونريدك أن تكوني القائدة!”

وافقت سلمى بحماس، وبدأت بخطة تعليمية لجميع الأطفال في العالم، ترسل فيها رسائل سحرية داخل معجون الأسنان، وفرش ناطقة تظهر فقط لمن يفرّش أسنانه بان

تظام.

بينما كانت المملكة تحتفل بالتحالف الجديد، انطفأت السماء فجأة، ودوّى صوت عميق في الأفق…

– “هل ظننتم أنني انتهيت؟!”

لقد عاد كابتن تسوّس، ولكن هذه المرة أقوى من قبل، ومعه آلة ضخمة تُدعى “ناثر السكر”، تنشر طبقة لزجة على كل الممالك.

صرخت فرشة: – “إنه ينوي تدمير التحالف كله!”

لكن سلمى لم تخَف. ارتدت درعها الجديد من الفلوريد، وأمسكت فرشاة المستقبل التي بدأت تلمع بقوة غير عادية.

قالت سلمى بثقة: – “لن نسمح لك بإفساد ابتسامات الأطفال!”

قادَت المعركة الكبرى بين النقاء والفساد، حيث تعاونت كل الممالك.

مملكة اللسان أطلقت رياح النعناع، ومملكة اللعاب أغرقت آلة ناثر السكر. أما سلمى، فقد وجّهت الضربة الأخيرة بكلمة سحرية:

– “نظااافة!”

انفجرت الآلة وتحولت إلى غيوم من المسك، وفرّ كابتن تسوّس م

توعدًا بالعودة.

 

بعد المعركة، صارت سلمى رمزًا لكل طفل شجاع. كتبت عنها كتب مصورة، وظهرت في قصص النوم، وحتى فرش الأسنان أصبحت تُزيّن بصورتها.

لكنها كانت تعرف أن الأبطال لا يتقاعدون، وأن حماية الابتسامة مهمة لا تنتهي.

وفي كل ليلة، كانت تنظر في المرآة وتهمس:

– “أنا الحارسة، وسأبقى مستعدة… فالمعركة الحقيقية تبدأ من غفلة صغيرة.”

وإن كنت يا صغيري قد وصلت إلى هنا، فاحذر أن تنام دون تنظيف أسنانك…

فربما تختارك فرشة يومًا لتكون الحارس التالي لمملكة الأسنان

البيضاء!

في صباح اليوم التالي، استيقظت سلمى وهي تشعر أن شيئًا تغيّر…

لم تكن الحكاية مجرد مغامرة، بل أصبحت جزءًا من قلبها.

فتحت درج طاولتها، فوجدت علبة صغيرة نقشت عليها كلمات ذهبية:

“للأبطال فقط: استخدمها بحكمة!”

فتحت العلبة، فوجدت ثلاث حبات نعناع متلألئة، تمامًا مثل التي أخذتها أول مرة. وفوقها رسالة بخط الملكة “بياضا”:

> “سلمى…

شكراً لأنك أنقذت مملكتنا. هذه الحبات ستفتح لك أبوابا لعوالم أخرى تحتاج من ينظفها، يحميها… ويروي قصتها.

كوني الحارسة التي لا تنام.

ابتسمت سلمى، ووضعت العلبة في حقيبتها المدرسية.

ومنذ ذلك اليوم، لم تكن فقط طفلة تنظف أسنانها… بل كانت مستكشفة للممالك الخفية، في كل مكان هناك مغامرة تنتظر، وفرشاة تحتاج بطلاً جديداً.

وبينك وبين الحكاية… حبة نعناع فقط

 

في إحدى الليالي، بينما كانت سلمى تنظف أسنانها كعادتها، بدأت فرشاة المستقبل تهتز وتضيء بلون أزرق باهت.

سمعت صوتًا جديدًا يهمس:

– “لقد حان وقت الرحلة إلى مملكة ضرس العقل… أقدم ممالك الفم وأكثرها حكمة.”

فجأة، ظهرت دوامة لامعة في المرآة، وسُحبت سلمى إليها كما لو أنها تعبر نفقًا من الضوء.

وعندما فتحت عينيها، وجدت نفسها أمام ضرس عملاق، رمادي اللون، تغطيه شقوق كثيرة. وعلى عرشه جلس حكيم عجوز اسمه الضرس العاقل.

قال لها بنبرة حزينة:

– “أنا الضرس الأخير الذي يظهر عند الكبر، لكن الكل يهملني… ولهذا، بدأت أضعف وتكاد مملكتي تنهار.”

تفاجأت سلمى وسألته:

– “لكن لماذا لم تطلب المساعدة من الملكة بياضا؟”

أجاب الضرس العاقل:

– “لأن الكبار أحيانًا يظنون أن لا أحد يهتم بأسنانهم… لهذا، نحتاج بطلة تُعلِّم الأطفال أن الاهتمام لا ينتهي مع التقدم في العمر.”

فهمت سلمى الدرس الكبير، وأخرجت فرشاتها السحرية، وبدأت بتنظيف الضرس بحركات هادئة ومدروسة.

مع كل لمسة، عادت الحياة للمملكة، وبدأت الشقوق تلتئم، والضرس يلمع من جديد.

وقبل أن تعود، قال الضرس العاقل:

– “حين تكبرين، ستأتين إليّ مرة أخرى… لكني لن أ

نسى أنك كنت أول من سمعني.”

في مساء هادئ، بينما كانت سلمى تراجع دروسها، سمعت صوتًا مضحكًا يضحك ويغني من داخل أنبوب معجون الأسنان!

اقتربت، وفجأة انطلقت منه فقاعات صغيرة، إحداها انفجرت وهمست:

– “سلمى، تعالي بسرعة! مملكة اللسان الراقص في ورطة!”

بلعت سلمى حبّة نعناع سحرية كانت تحت غطاء المعجون، وانطلقت في دوامة حلزونية من الموسيقى والألوان.

عندما فتحت عينيها، وجدت نفسها في عالم نابض بالحياة، حيث كان اللسان يشبه سجادة رقص حمراء، والحروف تتطاير في الهواء كأنها راقصون صغار!

رحّبت بها الأميرة “لفظونا”، أميرة مملكة اللسان، وقالت:

– “نحن مملكة الكلمات والنطق، لكننا فقدنا توازننا! هناك طبقة بيضاء مزعجة تمنعنا من الرقص، والروائح الكريهة بدأت تنتشر!”

عرفت سلمى أن السبب هو إهمال تنظيف اللسان، ففتّشت في حقيبتها السحرية وأخرجت أداة خاصة تُدعى “مكشطة النطق”.

بدأت تنظيف اللسان بخفة ورشاقة، وكلما نظّفت جزءًا، عاد صوته الجميل ورقصه المرح.

بدأ اللسان يغني:

– “أنا لسانٌ نقي، بالكلمات أغني،

سلّمني سلمى من سكوني المُضني!”

وفي نهاية الرحلة، أهدتها الأميرة عقد الحروف الذهبية، وقالت لها:

– “اللسان يحتاج العناية مثل الأسنان

… فكل شيء يبدأ بكلمة.”

2 Responses

    1. شكرا لردك الجميل لقد اخذت كلامك في الاعتبار وقد اكلمت سرد باقي القصه لو تود الاطلاع عليها بعد التعديل شكرا لك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

متابعة أهداف الكتابة
اكتمال الفصول
0%
13 13
الكلمات المكتوبة
0%
1247 1000

الوقت المتبقي للانتهاء

Days
Hr
Min
Sec
لقد انتهى الوقت المخصص لإكمال الكتاب

منصة الكتابة

سنساعدك في تحويل أفكارك إلى كتب ملهمة، حيث تنبض الحروف بالحياة وتصبح رحلتك مع الكلمات تجربة فريدة.

نضع بين يديك مجموعة من الأدوات التي تساعدك في رسم حكاياتك وأفكارك لتجعل من طموحاتك قصصًا تُروى وأخبارا لا تنسى.