دموع لا تثير الدهشة
تأليف أحمد سعيد أبوزيد
وأنت ياابن الليالى الكئيبة والقلب المكسور زلزل أركان العالم فى ثورة غضبك الباكى وحزنك النبيل ولتنظر إلى وجهك فى بقايا المرآة التى فوق مكتبك وتصرخ أنا غبى أنا غبى وأغلق هذا الكاسيت الملعون الذى يستقر الحزن بداخلك أما أنك تستعذب الألم ماهذه الدموع التى تتساقط من عينيك ياولد ؟ ومنذ متى تعلمت البكاء ولأجل من ؟! هى لم تكن أبدأً لك ولن تكون
لم أكن أعرف أنك بكل هذا الضعف ! وهذه الهشاشة ! إنظر فى عينى وقل لى بثبات من أجل من كل هذا ؟؟! ولماذا كل هذا الحزن بداخلك إنظر فى عينى قلت لك أيها التافه وقل لى وماذا بعد ؟! وإلى أين يقودك هذا الضعف ؟! هل تذكر البنت الجميلة التى دست لك رسالة غرامية بداخل كتاب العلوم فى المدرسة الإعدادية ؟ مازلت أذكر وجهك الذى إصطبغ بلون الدم وأنت تقرأ الرسالة ومازلت أحس إرتعاشتك وأنت تعيدها إلى مكانها مع أنك كنت بمفردك ! هل تذكر نظرة الحزن وخيبة الأمل المرتسمة فى عينها وأنت تعيدها إليها الكتاب وبداحله الرسالة وكأنك لم تعرف بوجودها مطلقاً ؟؟
بعدها لم تحادثك ثانية وإنتحت جانباً بعيد عنك وعندما أحسست بالندم كان الآوان قد فات كم أضعت من أحلام بسبب هذا الخجل الذى يأكلك من الداخل ! لماذا لاتقوى على النظر فى عينى مباشرة ؟! أتعجز عن مواجهتى !! فلتمت إذن أيها الغبى ولكن قبل ذلك أخبرنى بصدق : لماذا وأنت تسير فى شارع رمسيس ورأسك تغلى من الشمس والتفكير بعد أن خرجت من خامس شركة تزورها فى ذلك اليوم مشيعاً بإبتسامة السكرتيرة التى وعدتك كسابقتها الإتصال بك فى أقرب وقت لماذا إنتابتك الرغبة فى الذهاب إلى أقرب كوبرى وتلقى بنفسك ولماذا لم تفكر فى عجلات المترو ؟!على الأقل ستكون أول المنتحرين تحت عجلاته !! أو فلتغلق عليك حزنك ويأسك وتموت فى صمت ! وماذا كنت تنتظر أن تقول هى لك بحبك يالك من حالم ! ولماذا لم تقلها أنت ودفنتها فى صدرك حتى جاء غيرك وقالها فتفتح قلبها وقالت لك شفقة مزقتك من الداخل
-أنت زى أخويا
وأنت تقول فى سرك
-وإيه يعنى
ثم إبتسم فى وجه صديقك بلامبالاة وعندما تخلو لنفسك تثور بداخلك الرغبة فى البكاء
أتريد أن تظل طوال عمرك تبكى ؟
-أنت حر افعل ماتشاء يبدو أنك قد إستهواك دور الرجل مكسور القلب ضحية الظروف والغدر مع أنه دور لايليق بك ولهذا أحس بدهشة شديدة من كل هذا الحزن الذى يملئ عينيك ولا أدرى لماذا أصبحت دموعك قريبة هذه الأيام ولماذا أنت تستقل المترو تختنق عيناك بالدموع وأنت تنظر إلى الولد الذى يهمس فى أذن البنت الواقفة بجواره ويضحكان فى سعادة ثم تسيل دموعك رغما عنك وأنت تتخيلها مكان البنت ولكن الولد الذى يهمس فى أذنها لم يكن أنت بل شخص أخر لم تره من قبل ولماذا عندما أحسست بدموعك خيل لك أن الجميع يعرفون حكايتك وينظرون نحوك بإشفاق قفزت من القطار فى أول محطة لتستقل القطار الذى يليه برغم أن لدموعك لم تجذب إنتباه أحد فالدموع ياصديقى لم تعد تثير الدهشة ! ولذلك أريدك أن تنظر فى عينى مباشرة وتخبرنى بصدق منذ متى تعلمت البكاء ؟ ولأجل من ؟؟؟
سنساعدك في تحويل أفكارك إلى كتب ملهمة، حيث تنبض الحروف بالحياة وتصبح رحلتك مع الكلمات تجربة فريدة.
نضع بين يديك مجموعة من الأدوات التي تساعدك في رسم حكاياتك وأفكارك لتجعل من طموحاتك قصصًا تُروى وأخبارا لا تنسى.
2 Responses
قصة جيدة
اشكرك أستاذة داليا