في مدينة يفصلها الفقر عن الثراء، يكافح ألكسندر رازييل من أجل لقمة العيش وحلم الدراسة. تلتقي نظراته بـ”روز آنجل”، فتاة من عالم مختلف، لتولد قصة حب صامتة في قلب الظلام. لكن جريمة مأساوية تقلب كل شيء رأسًا على عقب، وتترك ألكسندر أمام وصية، وذكرى، وقلب لا يموت فيه الأمل. قصة عن الحب، الفقد، والولادة من رماد الألم.
تشرق الشمس كل نهار ،ويستيقظ الناس بكل حبٍ ووئام
إلا من خانته الحياة ، وضاقت عليه الدنيا بكل نواحيها ،
لذا روايتنا اليوم عن شخصٍ صارع ألم الحياة من أجل لقمة العيش ومن أجل عائلته وقد تعلم حكم ودروس بسبب هذا الألم .
بداية حياته :
ولد فتى في غاية الجمال يسمى ألكسندر رازييل ، نشأ بين عائلةٍ فقيرةٍ وصغيرة ، ولكن عندما أكمل ألكسندر عامه الخامس توفي والده نتيجة حادثٍ أليم. فصعبت عيشتهم أكثر ، حيث لم يكن هنالك من يصرف على رازييل ووالدته .
باتت والدته تنعى زوجها ودائماً تردد : من سوف يعتني بألكسندر ؟ من سيصرف من أجله ، من سيقوم بتربيته؟ ماذا عن دراسته؟
ظلت هذه العبارات التي تكررها والدة رازييل في باله حيث إستصعب حالة والدته كثيراً .
وحين بلغ سن العاشرة من عمره قرر ان يعمل لكي يؤمن لقمة عيشه .
لم تكن والدته مقتنعه بشأن موضوع عمله لكنها لم تجد حلاً آخر .
لذا قررت هي أيضاً العمل لكي تخفف ألم عيشتهم .
لم يكن هنالك شخصاً يعرف عائلة رازييل ،لأنه نشأ في حي صغير وفقير مجاور لحي يسمى (حي آغنير ) وهو إختصار ل ( حي الأغنياء ) لذلك لم يكن رازييل وعائلته مرحب بهم في تلك المنطقة .
ظل رازييل يحارب هذه الحياه الأليمة والمتعبه ،حيث واجه رازييل ضغطًا كبيراً بسبب حبه للدراسة ، لكن لم يكن هنالك مدرسة تدعم الأسر الفقيره لذلك كان رازييل عندما يعمل يأخذ القليل من أجره ويخزنه على أمل أن يستطيع توفير النقود اللازمة لتكاليف دراسته ، استمرت هذه الحياة لدى رازييل إلا ان صادف (روز آنجل) والذي كان ينادونها ب(آن) ، كانت آن من عائلة متوسطة الدخل ، ولكن ماكان يميز هذه العائلة علاقات أبيها الميت القديمة ، حيث كان والد آن ( روبرت شالز) تاجر قديم ، يعمل في تجارة المجوهرات والحُلي ، إلا ان واجه من كانوا أمامه ملائكة ومن خلفه شياطين ،حيث قاموا بالغدر به وقاموا بسرقته ، وبدأت خسارة روبرت تزيد مع مرور الأيام اكثر فأكثر ، ولكن ما باليد حيلة ، لم يستطع روبرت تحمل هذا الأمر اكثر ، فقام بإختيار طريقة لكي يودع هذه الحياة .
نعم…
قرر روبرت أن ينتحر ظناً منه بأنه قد سيتخلص من هذا الأمر ، لكنه لم يستطع التفكير بماذا سيحدث لهذه الطفلة اليتيمة الصغيرة البريئة ..
حيث أن آنجل أصبحت بلا أم وبلا أب .
نشأت آن في بيت صديق والدها المقرب، فهو الوحيد الي حزن على هذه اليتيمه وقرر بجعلها ابنته بالتبني ، حيث احبها ( جان كورد ) كثيراً ، واعتبرها ابنته الصغيره، لأن جان لم يرزق بأطفال، وكان جان يحب الفتيات كثيراً ، وكانت امنيته ان تصبح لديه أميرة صغيره ، يداعبها ويلعب معها وتكون سنداً له و روحه في صغره و عندما يهرم .
وبعد مرور بعض السنوات وعند معرفة آن بما حدث لوالدها الحقيقي حزنت كثيراً ، ولكنها لم تستطع ترك جان ، لأنه الوحيد الذي فتح لها بابه وعاملها معاملة الأب لإبنته ، ولم يستطع التفريط بها وكان ما تطلبه دائماً يحدث لها دون تردد من جان ، وبسبب هذا الأمر بدأت آن تتعلق بجان أكثر و أكثر و قررت نسيان ألم فراق والديها ، والعيش مع ابيها الجديد جان ، فالحزن لن يعيد لنا من نحب ، ولن يجعلنا ننسى ما حلّ بهم .
رغم أن آن فتاة جميلة ومهذبة وخلوقة ، ولكن هنالك شي لم يستطع جان منعه من طبعها، وهو محاولة إكتشافها ومعرفتها بكل ما يدور حولها ، حيث كانت آن فضوليةً جداً ، وكانت تحب إكتشاف ما يدور حولها ، لذا قررت آن في أحد الأيام الخروج من حي آغنير قليلاً للتجول ، وعندها اكتشفت وعلمت بوجود (حي هانك) ، سمّي هذا الحي بهانك ، وهو اسم ( لاري هانك) وهو شخصٌ قرر يوم من الأيام بعمل مظاهرات والدفاع والمطالبة بحقوق الفقراء ، ولكن الحظ لم يبتسم له ، حيث تم إغتياله بتهمة إزعاج كِبار وأغنياء الدولة ، كان الظلم ولازال موجوداً إلى الآن.
عندما علمت آن بقصة هذا الرجل المسكين حزنت عليه، وقررت مساعدة بعض الفقراء الموجودين هناك، فقامت بشراء رقائق القمح ووزعتها ، واصبحت تحب الذهاب إلى ذلك الحي سراً ، لأنها وجدت حياتها الحقيقية هناك ، حيث أن آن كانت تسكن في بيت فخم جداً وكل شي لديها من الذهب الخالص ، لكن آن فتاة متواضعه، تعشق الطبيعة ، وحياتها بسيطة وجميلة بتفكيرها.
عندما كانت آن تقوم بتوزيع الحلوى على الصغار ، كان رازييل يتأملها من بعيد ، ويتسائل ويقول بداخله : من هذه الملاك التي تراها عيناي ؟
كانت آن بيضاء ووجهها نيّر و خدّاها مشربان بالحمره ، كانت تملك ابتسامةً سحريه ، واسنانها كصَف اللؤلؤ اللامع . كانت آن تلاحظ نظرات ألكسندر لها ، وكانت تبتسم تلك الابتسامه الخجوله وتتظاهر بعدم اهتمامها ، ولكنها كانت سعيده جداً من الداخل ، وكانت تشعر ببعض المشاعر اتجاهه بالرغم من عدم معرفتها له .
عندما انتهت آن من اللعب مع صغار ذلك الحي ، قررت الرجوع الى منزلها ، ولكنها احست بعدم الراحه ، كانت تشعر وكأن هنالك شيئاً ما ينتظرها ، تشعر وكأن الطريق طويل جدًا ، كانت تتلفت يمينًا وشمالاً ولكن لا يوجد أحد حولها .
عندما وصلت آن إلى منزلها ، وقفت امام الباب وتنهدت ، وبدأت دموعها تنهمر على خدّيها ووجهها الجميل ، ولكن سرعان ما تغيرت ملامح وجهها الحزين إلى وجه مُتألم ! قام شخص بدفع آن إلى داخل المنزل بقوه حتى سقطت على الارض واصطدم وجهها الجميل بالأرض ، بدأت الدماء تنهمر من فمها ، بدأت الرؤيه تصبح غير واضحه !!! ما الذي يحدث !!!!! هذا ماقالته آن بعد ما سقطت ، إذ بها تتلفت حولها ونظرت خلفها ، حتى وجدت رجلاً طويل ، جاحظ العينيين ، شعره يغزوه الشيب ، نظر لها بنظره استحقار ثم قال : اعتذر لك يا صغيرتي ، ولكنني اريد أن استلذ بتألم والدك ، اقصد جان . ثم قام بطعنها عدة مرات في فخذها وفي بطنها وتركها طريحةً فالأرض تُعاني من ألمها وحدها.
ماهي إلا لحظات حتى دخل ألكسندر إلى المنزل بسرعه ، وبدأ يصرخ ويناديها ويقول : أيتها الملاك ، لا تغلقي عينيكِ ارجوك ! من هذا ؟؟ وماذا كان يريد !!! لماذا فعل هذا بكِ !
ردت آن بصوت ضعيف وقالت : أنا لا أعلم ولكن اخبر ابي بأني احبه ، وقل له من فعل بي هذا رجل قال لي : اعتذر لك يا صغيرتي ، ولكنني اريد أن استلذ بتألم والدك ، اقصد جان . واخبره ايضاً بأنني لا استطيع أن اصمد أكثر ، فإني اتألم بشده
رد رازييل بصوت مليء بالخوف والقلق : سوف تعيشين وتقولين لأبيك هذا الكلام لوحدك ، فقط لا تغلقي عينيكِ ايتها الملاك
ابتسمت آن ابتسامه خفيفه ثم قالت له : اسمي روز آنجل ، لا اعلم من أنت لكنني اوصيك بأبي جيداً .
اغلقت آن عينيها وسقطت يداها جانباً وبدأت نبضات قلبها تتلاشى شيئاً فشيئًا ، بدأ رازييل يصرخ وينادي ، حتى جاء الجيران وحاولوا انقاذها ، ولكن لا أمل في ذلك ، فقد اختارت آن أن تترك هذه الحياه بعد ان صارعتها .
دخل جان مسرعًا إلى منزله بعد ان رأى جميع جيرانه هناك ، والشرطه في كل مكان ، ما إن دخل حتى رأى آن وهي غارقه بدمها في حضن ألكسندر ، لم يستوعب جان المنظر وكان بيده حلوى كان قد احضرها إلى آن .
اقترب جان منها وقام يمسك يداها الصغيرتين ويقول لها : استيقظي يا عزيزتي فقد جلبت لك الحلوى ، هيا استيقظي . ماهي إلا لحظات ، حتى سقط جان بجانبها .
فتح جان عيناه فالمستشفى ورأى نفسه في غرفه مغلقه ومعه ألكسندر ، بدأ جان يقول بصوت حزين : ما الذي حدث بصغيرتي ؟ ثم بدأ ألكسندر يقول ما قالته آن قبل ان تفارق الحياه . بدأ جان يبكي بحرقه وكان ألكسندر يواسيه حتى هدأ ، ثم دار بينهم الحوار التالي.
جان : اخبرني يا ألكسندر ، كيف وصلت إلى منزلي ؟
ألكسندر : لاتغصب مني أيها العم جان ، ولكنني ولمده طويله ، كنت أراقب آن من بعيد . كنت أخاف عليها كثيرًا بالرغم من اني لا اعرفها ايها العم جان ، فكان نظري لا يغيب عنها ، كنت أعلم بطبيعه عملك ، وبأنك ترجع فالمساء ، وتبقى آنجل وحيده فالمنزل ، لكنني لم اتركها منذ أن رأتها عيني ليله واحده ،كنت ارجع إلى منزلي وحيي عندما ارى بأنك وصلت ، لقد احببتها بقلب صادق ، انا لم اكن اعلم بإسمها حتى ، ولكنها اليوم أخبرتني . كنت اتشوق لأول حديثٍ لي معها ، ولكنني لم أكن أعلم بأنه سيكون آخر حديثٍ ايضاً .
جان : ولكن كيف حدث هذا يا ألكسندر ! كيف دخل ذلك اللعين وقام بقتل صغيرتي !!!
ألكسندر : كنت مرهقاً كثيرًا اليوم بسبب عملي ، ولم انتبه إلى وقتي ، ادركت بأن آنجل قد غادرت قبل حوالي نص ساعه ، فذهبت مسرعًا إلى حيكم ، وعندما وصلت وجدت الباب مفتوحًا ، كنت سأعود مره اخرى إلى منزلي ، ولكنني أدركت بأن آنجل عندما تصل لاتقوم بفتح الباب ، فتأكدت بأن هنالك شيئاً ما يحدث ، وإذ بي دخلت ، حتى رأيتها غارقةً بدمها .
بدأ جان بالبكاء ثم قال : ذلك اللعين ، يظن بأنني قتلت ابنه ، كان ذلك الرجل صديقي ، ولكنه كان يخاف على ابنه كثيرًا مني ، لأنني كنت اشكي له عن حالي ، فأني اتمنى ان ارزق بطفل ، وما ان حدث ما حدث لإبنه ، ظن بأنه انا ، وحاول بكل الطرق ان ينتقم مني ، ولكنه كان دائماً يفشل ، اما الآن فقد نجح بجعلي اتألم، وسوف يستمر ألمي طيله حياتي ، بالرغم من اني قد ظلمت ، وظُلمت تلك الجميله معي ، لقد سلبها حياتها ! ليته قام بقتلي بدلاً عنها .
بعد تلك الحادثه بعده اسابيع ، تم القبض على ذلك العجوز الذي قام بهذه الجريمة البشعه ، وتم اعدامه .
وجان المسكين لم يكن قادرًا على تحمل ذلك الألم طويلاً ، فبعد تلك الجريمه البشعه التي اُرتكبت بحق روز آنجل بشهر واحد فقط ، غادر جان كورد هذه الحياه لاحقًا بروز آنجل ، تاركًا ورائه ذلك المنزل الجميل ، الذي كتب في وصيته بأن يكون مُلكاً لألكسندر لأنه اكثر شخص سوف يحافظ عليه .
أما ألكسندر رازييل ، فقد كان يتألم كثيرًا ، ولكنه لم يجعل ذلك الألم يسيطر عليه ، حيث قام بالعمل والدراسه بنفس الوقت ، حتى اصبح من المتفوقين ، وبدأت حياته ووضعه المادي يتحسن كثيرًا ، بالإضافه إلى البيت الذي اصبح يملكه ، انتقل هو و أمه للعيش في حي الاغنياء ، فبدأ الناس من الاغنياء بسبب نجاحاته ووضعه بأن يتقربوا منه ، ولكنه كان يصدهم مثل ماكانو يصدونه سابقًا .
مرت السنين وتزوج ألكسندر رازييل بفتاه جميله تدعى كارمن لويس ، وانجبت له لاحقًا فتاه في غايه الجمال ، سماها روز آنجل بعد أن اخبر كارمن بالقصه ، ووافقت بأن يكون اسم طفلتهم على اسم روز آنجل ، إحيائاً لإسمها ولكي لاتموت قضيتها معها . وهكذا اكمل ألكسندر حياته وبقيه عمره مع كارمن وابنتهم روز آنجل ، وكانت حياتهم تغمرها المحبه والموده .
سنساعدك في تحويل أفكارك إلى كتب ملهمة، حيث تنبض الحروف بالحياة وتصبح رحلتك مع الكلمات تجربة فريدة.
نضع بين يديك مجموعة من الأدوات التي تساعدك في رسم حكاياتك وأفكارك لتجعل من طموحاتك قصصًا تُروى وأخبارا لا تنسى.
One Response
قصة حلوة بس لو كان في تفاصيل اكثر /سبب الثأر مثلا/من القاتل/حياة القاتل في السجن/ كيف تعرف جان على زوجتة/حياتة البائسة بعد الموت ما كان فيها تفاصيل كثيرة.
بس بشكل عام حلوة وقريتها وانا اتعشي وما قدرت اخلي التلفون