الفهرس
أنا مختلف

يُعد كتاب "أنا مختلف" دليلاً مبسطًا وشاملًا يهدف إلى توعية العامة باضطراب طيف التوحد، من خلال لغة سهلة ومحتوى موجّه لكل من يتعامل مع أطفال التوحد أو يرغب في فهمهم بشكل أعمق. يتناول الكتاب مفاهيم أساسية حول التوحد، طرق التعامل السليم، وأهم النصائح لدعم هؤلاء الأطفال وتمكينهم من الاندماج في المجتمع، مع التركيز على تقبل الاختلاف والاحترام.

أنا مختلف

 “يعني إيه توحد؟”

التوحد هو اضطراب في النمو العصبي يؤثر على كيفية تفاعل الشخص مع الآخرين وكيفية فهمه للعالم من حوله. يمكن أن يتفاوت التوحد من شخص لآخر، ولذلك يُطلق عليه “طيف التوحد”، لأن كل شخص لديه مزيج فريد من التحديات والقدرات.

ماذا يعني “طيف التوحد”؟

التوحد ليس حالة واحدة ثابتة، بل هو طيف من الحالات التي تتراوح من mild (خفيف) إلى severe (شديد). هذا يعني أن الشخص المصاب بالتوحد قد يكون لديه بعض الصعوبات في التواصل أو التفاعل مع الآخرين، لكن قد يظهر أيضًا سلوكيات أو مهارات مميزة.

أعراض التوحد:

1. الصعوبات في التواصل الاجتماعي:

قد يجد الأشخاص المصابون بالتوحد صعوبة في فهم لغة الجسد أو تعبيرات الوجه.

قد يواجهون تحديات في إقامة المحادثات البسيطة أو فهم إشارات اجتماعية غير لفظية.

2. السلوكيات المتكررة:

بعض الأطفال قد يظهرون سلوكيات متكررة مثل التلويح بالأيدي أو الدوران حول أنفسهم.

3. اهتمامات محدودة:

قد يكون لدى الأشخاص المصابين بالتوحد اهتمامات محدودة جدًا أو يميلون إلى التركيز على موضوع واحد لفترات طويلة.

هل هناك نوع واحد من التوحد؟

لا، فالتوحد ليس نوعًا واحدًا، بل يتفاوت من شخص لآخر. بعض الأشخاص قد يكونون قادرين على التحدث والتفاعل بشكل طبيعي، بينما آخرون قد يحتاجون إلى دعم مستمر في حياتهم اليومية. وهذه هي الفكرة الرئيسية في مفهوم “طيف التوحد”.

متى يظهر التوحد؟

عادةً ما تظهر أعراض التوحد في سن مبكرة، غالبًا قبل سن 3 سنوات. لذلك، من المهم أن يلاحظ الأهل أي سلوكيات غير معتادة لدى أطفالهم في المراحل المبكرة

 “علامات التوحد عند الأطفال”

في هذا الفصل، هنركز على الإشارات المبكرة التي قد تظهر على الأطفال والتي تشير إلى احتمالية وجود التوحد. الهدف هو أن نساعد الأهالي والمعلمين في ملاحظة هذه العلامات في مراحلها المبكرة، ليتمكنوا من التدخل المبكر وتوفير الدعم اللازم.

1. تأخر في تطوير المهارات الاجتماعية:

من العلامات المبكرة التي قد تشير إلى التوحد هي تأخر الطفل في تعلم المهارات الاجتماعية. مثلًا:

قد لا يبتسم الطفل عندما يلعب مع الآخرين أو يستجيب عند مناداته باسمه.

قد يواجه صعوبة في التواصل البصري مع الآخرين أو تجنب الاتصال العيني.

الأطفال المصابون بالتوحد قد لا يظهرون اهتمامًا باللعب التخيلي أو التفاعل الاجتماعي مثل الأطفال الآخرين في نفس العمر.

2. صعوبة في التحدث أو التواصل:

قد يواجه الطفل تأخرًا في تطور اللغة والكلام. ومن العلامات التي يمكن ملاحظتها:

عدم التحدث أو التحدث بشكل محدود في سن مبكرة.

قد يتحدث الطفل في جمل قصيرة أو متكررة بدون تعبيرات أو تواصل اجتماعي.

قد يعاني بعض الأطفال من مشاكل في فهم أو استخدام الكلمات بشكل مناسب.

3. السلوكيات المتكررة:

بعض الأطفال المصابين بالتوحد يظهرون سلوكيات متكررة مثل الحركة المتكررة للأيدي (مثل التلويح باليدين) أو التكرار المستمر لنمط معين من الأنشطة.

قد يتركز اهتمامهم على موضوع واحد فقط لفترات طويلة جدًا، مثل تكرار لعب نفس اللعبة أو الاهتمام بكائن معين.

4. صعوبة في التكيف مع التغيرات:

الأطفال المصابون بالتوحد قد يظهرون تفاعلًا مفرطًا تجاه التغيرات البسيطة في روتينهم اليومي. مثل:

قد ينزعجون بشدة إذا تم تغيير ترتيب الأثاث أو إذا حدث تغيير في جدولهم المعتاد.

قد يكون لديهم صعوبة في التعامل مع المواقف غير المتوقعة.

5. التركيز على التفاصيل:

بعض الأطفال المصابين بالتوحد يمكن أن يظهر لديهم اهتمام كبير بتفاصيل صغيرة جداً في الأشياء من حولهم. مثل:

قد يهتم الطفل بشكل مفرط بأجزاء معينة من الألعاب أو الأنشطة (مثل العجلات في السيارة بدلًا من اللعب بها ككل).

متى يجب على الأهل استشارة طبيب؟

إذا لاحظ الأهل أي من هذه العلامات أو كان لديهم قلق من تأخر النمو الاجتماعي أو اللغوي لدى طفلهم، يجب عليهم استشارة طبيب أو متخصص في التطور المبكر للأطفال. التدخل المبكر يمكن أن يساعد في تحسين القدرات الاجتماعية واللغوية للطفل.

 “ليه حصل كده؟”

التوحد، مثل أي اضطراب آخر، ليس له سبب واحد وواضح. هناك عدة عوامل قد تساهم في حدوث التوحد، لكن في الغالب لا يوجد سبب واحد يمكن أن يفسر الحالة بشكل كامل. من المهم أن يعرف الأهل والمجتمع أن التوحد ليس نتيجة لتصرفات الأهل أو لأسلوب تربية الطفل.

1. العوامل الوراثية:

يعتقد العلماء أن الوراثة تلعب دورًا كبيرًا في حدوث التوحد. إذا كان لدى العائلة تاريخ من التوحد، فقد يكون هناك احتمال أكبر أن يُصاب أحد الأطفال بالتوحد. هذا يعني أن الجينات يمكن أن تؤثر على تطور الدماغ والقدرة على التواصل.

2. العوامل البيئية:

بالإضافة إلى العوامل الوراثية، قد تؤثر بعض العوامل البيئية على ظهور التوحد. على سبيل المثال، بعض الدراسات تشير إلى أن التعرض لبعض المواد الكيميائية أو الفيروسات أثناء الحمل قد يكون له تأثير على نمو الدماغ. لكن هذه العوامل ليست ثابتة أو مضمونة في كل الحالات.

3. التطور العصبي:

يعتقد بعض العلماء أن التوحد يحدث نتيجة لاضطراب في تطور الدماغ. في الدماغ، تتواصل الخلايا العصبية مع بعضها البعض باستخدام إشارات كهربائية وكيميائية. في حالة التوحد، قد تكون هذه الإشارات غير متناسقة، مما يؤدي إلى صعوبات في التواصل والتفاعل الاجتماعي.

4. التوحد ليس بسبب التربية:

من الأمور المهمة التي يجب أن يعرفها الجميع هو أن التوحد ليس نتيجة لتصرفات الأهل أو أسلوب تربيتهم. ليس من الصحيح أن نقول إن الأم كانت “قاسية” أو أن الأب لم يخصص وقتًا كافيًا للطفل. التوحد هو اضطراب بيولوجي في الدماغ وليس شيئًا يمكن تغييره أو تجنبه بتغيير أسلوب الحياة.

5. العوامل المتعددة:

من المحتمل أن تكون هناك مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية التي تتداخل مع بعضها البعض، مما يؤدي إلى ظهور التوحد. العلماء ما زالوا يدرسون هذه العوامل لكي يفهموا بشكل أفضل كيف يحدث التوحد ولماذا يظهر بشكل مختلف لدى كل شخص.

ماذا يعني كل هذا؟

من المهم أن نعلم أن التوحد ليس نتيجة لخطأ ما أو تقصير من جانب الأهل. بل هو جزء من التنوع الطبيعي للبشر. كل طفل فريد، والتوحد هو مجرد جزء من هذا التنوع.

 “إزاي أتعامل مع طفل عنده توحد؟”

في هذا الفصل، هدفنا هو تقديم نصائح عملية وسهلة للأهل والمعلمين والناس بشكل عام حول كيفية التعامل مع الأطفال المصابين بالتوحد. التوحد ليس عائقًا، بل هو فرصة لفهم الطفل بشكل أعمق وتقديم الدعم الذي يحتاجه ليحقق إمكاناته.

1. الصبر هو المفتاح:

أول وأهم شيء يجب أن يعرفه الجميع هو أن الصبر هو الأساس. الأطفال المصابون بالتوحد قد يحتاجون لوقت أطول للتفاعل أو الفهم أو حتى التكيف مع التغييرات. تأكد أن الأوقات الصعبة ستصبح أسهل مع الوقت والدعم المناسب.

2. التواصل الواضح والمباشر:

قد يواجه الأطفال المصابون بالتوحد صعوبة في فهم الإشارات غير اللفظية مثل تعبيرات الوجه أو الإيماءات. لذلك، من الأفضل استخدام كلمات واضحة ومباشرة عند التحدث إليهم. مثلا: بدلاً من أن نقول “هل يمكن أن تغسل يديك الآن؟”، يُفضل أن نقول “من فضلك، اغسل يديك الآن.”

3. فهم السلوكيات:

السلوكيات المتكررة مثل التلويح باليدين أو الاهتمام بشيء محدد لفترات طويلة ليست مجرد “عادة” غير مرغوب فيها. هذه السلوكيات قد تكون وسيلة للطفل للتعبير عن نفسه أو للتعامل مع توتر أو قلق. حاول أن تفهم سبب السلوك وتتعامل معه بطريقة هادئة.

4. تحديد روتين ثابت:

الأطفال المصابون بالتوحد يشعرون بالراحة عندما يكون لديهم روتين ثابت. التغييرات المفاجئة قد تسبب لهم القلق أو الارتباك. حاول أن يكون اليوم منظماً بقدر الإمكان، واذا كان هناك تغيير في الروتين، حاول تحضيره له بشكل مسبق.

5. استخدام الوسائل البصرية:

الأطفال المصابون بالتوحد قد يستفيدون من الوسائل البصرية مثل الصور أو البطاقات لشرح المهام اليومية. على سبيل المثال، استخدم صورًا لخطوات غسل اليدين أو لتعليم الطفل كيفية الاستعداد للمدرسة.

6. التشجيع والتحفيز:

كلما أظهر الطفل سلوكًا إيجابيًا، يجب أن يتم تشجيعه على ذلك. استخدم الثناء والكلمات الطيبة بشكل متكرر لتعزيز السلوكيات الجيدة. هذا يشجع الطفل على الاستمرار في التصرفات الصحيحة.

7. التدريب على المهارات الاجتماعية:

ساعد الطفل على تعلم المهارات الاجتماعية بطريقة تدريجية. يمكن أن تبدأ بتعليمهم كيفية قول “مرحبًا” أو “وداعًا” أو كيفية طلب المساعدة. تدريجياً، يمكن إضافة مهارات اجتماعية أكثر تعقيدًا.

8. الدعم من المتخصصين:

العديد من الأطفال المصابين بالتوحد قد يستفيدون من الدعم المهني مثل العلاج الوظيفي أو علاج النطق أو العلاج السلوكي. يجب على الأهل أن يعملوا مع المتخصصين لتحديد أفضل طرق الدعم لكل طفل.

نصيحة أخيرة:

كل طفل مصاب بالتوحد فريد من نوعه. لذلك، لا تتوقع أن تعمل نفس الاستراتيجيات مع كل طفل. تأكد من أنك تتواصل مع الطفل بطريقة تتناسب مع احتياجاته وتفضيلاته الخاصة.

“نقاط القوة عند أطفال التوحد”

من المهم أن نعلم أن الأطفال المصابين بالتوحد ليسوا مجرد أفراد يواجهون تحديات؛ بل لديهم أيضًا العديد من القدرات المميزة التي قد لا تكون واضحة في البداية. التوحد لا يعني فقط الصعوبات، بل يعكس أيضًا فريدة الشخص وموهبته الخاصة.

1. التركيز العالي على التفاصيل:

الأطفال المصابون بالتوحد غالبًا ما يمتلكون قدرة فريدة على ملاحظة التفاصيل الدقيقة. هذه القدرة قد تكون مفيدة في العديد من المجالات، مثل الفن، الرياضيات، أو حتى في فهم أنماط معينة. على سبيل المثال، يمكن لطفل توحدي أن يتذكر تفاصيل دقيقة عن الأشياء التي يراها، أو أن يتقن لعبة أو موضوع معين بشكل مذهل.

2. التفكير المنطقي:

العديد من الأطفال المصابين بالتوحد يتمتعون بقدرة قوية على التفكير المنطقي وحل المشكلات. هم غالبًا ما يتعاملون مع المعلومات بشكل أكثر تنظيمًا، ويبحثون عن حلول واضحة وبسيطة. قد يكون لديهم قدرة ممتازة على التفكير الرياضي أو الهندسي.

3. القدرة على التخصص في مجال واحد:

بعض الأطفال المصابين بالتوحد لديهم اهتمامات محددة للغاية ويصبحون خبراء في مجالات معينة، مثل علم الفلك، الحواسيب، أو الألعاب. لديهم القدرة على التركيز على هذا الموضوع بشكل عميق لفترات طويلة، مما يمنحهم مهارات متقدمة في هذا المجال.

4. الصدق والشفافية:

الأطفال المصابون بالتوحد يميلون إلى أن يكونوا صريحين للغاية في التعبير عن مشاعرهم وآرائهم. على الرغم من أن هذا قد يكون صعبًا في بعض المواقف الاجتماعية، إلا أن صراحتهم قد تكون نعمة في المواقف التي تتطلب الشفافية والصدق.

5. الإبداع:

بعض الأطفال المصابين بالتوحد يظهرون إبداعًا رائعًا في مجالات مثل الفن، الكتابة، أو الموسيقى. القدرة على التفكير خارج الصندوق والتفكير بطريقة مختلفة قد تعزز إبداعهم في المجالات الفنية.

6. الوفاء بالروتين والانضباط:

الكثير من الأطفال المصابين بالتوحد يحبون اتباع الروتين والانضباط. قد يكون لديهم التزام قوي بالقيام بالأشياء بنفس الطريقة كل يوم. هذه القدرة على الالتزام بالروتين قد تكون مفيدة في حياتهم اليومية، خاصة إذا تم توجيهها بشكل إيجابي.

7. التوجه نحو الجودة والاحتراف:

الأطفال المصابون بالتوحد قد يسعون لتحقيق الكمال في الأشياء التي يحبونها أو يهتمون بها. هذا التفاني يمكن أن يقودهم إلى إتقان مهارة معينة أو إتمام مهمة ما بشكل دقيق.

خلاصة:

أطفال التوحد لديهم مجموعة من المهارات الفريدة التي يمكن أن تميزهم عن غيرهم. من خلال فهم هذه القدرات والتركيز عليها، يمكننا مساعدتهم على استكشاف إمكاناتهم الكاملة. علينا أن نحتفل بنقاط قوتهم ونساعدهم على تنميتها.

 “الدمج والتقبل”

الدمج والتقبل هما مفتاحين أساسيين في بناء مجتمع شامل لكل الأفراد، بما في ذلك الأطفال المصابين بالتوحد. الهدف ليس فقط مساعدة الأطفال المصابين بالتوحد على التكيف مع بيئتهم، ولكن أيضًا مساعدة المجتمع بشكل عام على قبولهم واحتوائهم. في هذا الفصل، سنتناول أهمية الدمج والتقبل، وكيفية تحقيقهما في الحياة اليومية.

1. لماذا نحتاج إلى الدمج؟

الدمج يعني إدماج الأشخاص المصابين بالتوحد في المجتمع بشكل طبيعي، سواء في المدارس، أو الأماكن العامة، أو حتى في الأنشطة الاجتماعية. الدمج يساعد على:

تعزيز مهارات التواصل: عندما يكون الأطفال المصابون بالتوحد في بيئة متنوعة مع أطفال آخرين، يتاح لهم فرصة تعلم مهارات تواصل جديدة.

تقليل العزلة الاجتماعية: الدمج يساعد الأطفال على التفاعل مع أقرانهم بشكل طبيعي، مما يقلل من شعورهم بالعزلة أو الاستبعاد.

تنمية المهارات الاجتماعية: التفاعل مع الآخرين في بيئة طبيعية يعزز من تعلم المهارات الاجتماعية بشكل تدريجي.

تعزيز احترام الاختلاف: عندما يتعلم الأطفال منذ الصغر أن هناك اختلافات بين الأشخاص، يصبح لديهم قدرة أكبر على قبول الآخر وعدم الحكم عليه.

2. كيفية دعم دمج الأطفال المصابين بالتوحد:

التعاون مع المعلمين: يجب أن يكون هناك تعاون مستمر بين الأهل والمدرسة لضمان توفير البيئة المناسبة للطفل. المعلمون يمكنهم استخدام أساليب تعليمية مرنة تتناسب مع احتياجات الطفل المصاب بالتوحد.

الأنشطة التفاعلية: من المهم توفير أنشطة تفاعلية تشجع الأطفال على التعاون واللعب مع بعضهم البعض. الأنشطة الجماعية مثل الألعاب الرياضية أو الأنشطة الفنية يمكن أن تساعد في بناء العلاقات بين الأطفال.

التعديلات البسيطة: في بعض الحالات، قد يحتاج الطفل إلى تعديلات بسيطة في البيئة المحيطة به، مثل تقليل الضوضاء أو توفير وقت إضافي لإتمام المهام.

3. التقبل: كيف نساعد المجتمع على التقبل؟

التقبل يبدأ من فئة الأفراد المحيطين بالطفل المصاب بالتوحد. نحتاج إلى تعليم المجتمع كيفية التعامل مع الاختلافات بشكل إيجابي من خلال:

التوعية والتعليم: من خلال زيادة الوعي حول التوحد، يمكننا إزالة المفاهيم الخاطئة وتعليم الناس أن التوحد ليس مرضًا يجب الخوف منه أو تجنبه.

تشجيع التفاعل الإيجابي: على الأهل والمعلمين تشجيع الأطفال على التفاعل مع من لديهم احتياجات خاصة. يمكن للأهالي تنظيم أنشطة تشجع الأطفال على اللعب مع بعضهم البعض.

التحدي في المواقف الاجتماعية: يجب تشجيع الأطفال على التعامل مع تحديات التواصل الاجتماعي ومساعدة المجتمع على أن يكون أكثر احتواءً ومرونة.

4. التقبل في المجتمع العام:

متى بدأنا في دمج الأطفال المصابين بالتوحد في المدارس والمجتمع، نحن نساعد في خلق مجتمع أكثر تقبلاً للاختلافات. التقبل ليس مجرد فكرة نظرية، بل هو ممارسة عملية يومية، من خلال التفاعل والتعلم المشترك.

خلاصة:

الدمج والتقبل ليسا فقط مفهوميْن نظريين، بل هما سلوكيات وتفاعلات يومية نمارسها في تعاملنا مع الأشخاص المصابين بالتوحد. الدمج يساعد في تحسين مهاراتهم الاجتماعية والعملية، والتقبل يساعد في خلق بيئة داعمة ومحترمة للجميع. عندما ندمجهم في المجتمع، نساعد في بناء عالم أكثر تفهمًا وتقبلًا للاختلاف.

 “المستقبل والتوجهات الجديدة في دعم أطفال التوحد”

التوحد، مثل أي اضطراب آخر، يمر بتطور مستمر في فهمه ودعمه. مع تقدم العلم والبحث، تزداد الطرق والوسائل التي يمكن أن تساعد في تحسين حياة الأطفال المصابين بالتوحد. في هذا الفصل، سنتناول بعض الاتجاهات المستقبلية والتطورات الجديدة في مجال دعم الأطفال المصابين بالتوحد.

1. التقدم في فهم الدماغ:

العلماء اليوم يعملون بجد لفهم كيفية عمل الدماغ البشري وتأثير التوحد عليه. باستخدام تقنيات متقدمة مثل تصوير الدماغ، أصبح بإمكاننا دراسة كيفية عمل الخلايا العصبية لدى الأشخاص المصابين بالتوحد. هذه الدراسات قد تؤدي إلى اكتشاف طرق جديدة للتدخل المبكر والعلاج.

2. استخدام التكنولوجيا في التعليم والعلاج:

التكنولوجيا أصبحت جزءًا مهمًا من الحياة اليومية، وقد أثبتت فعاليتها في دعم الأطفال المصابين بالتوحد. هناك العديد من التطبيقات والبرامج التعليمية التي تستخدم تقنيات تفاعلية لتعليم الأطفال المصابين بالتوحد مهارات اجتماعية، لغوية، ومهارات الحياة اليومية.

الواقع الافتراضي: يُستخدم الواقع الافتراضي لتعليم الأطفال كيفية التعامل مع مواقف اجتماعية في بيئة آمنة ومراقبة. هذه التقنية تساعد الأطفال على ممارسة مهاراتهم الاجتماعية دون القلق من المواقف الحقيقية.

الروبوتات التعليمية: في بعض الدول، تُستخدم الروبوتات كأدوات تعليمية للتفاعل مع الأطفال المصابين بالتوحد. هذه الروبوتات مصممة لتشجيع التواصل وتحفيز الأطفال على المشاركة في الأنشطة.

3. العلاجات الجديدة:

التقدم في العلاج السلوكي والنفسي قد أسهم في تحسين استراتيجيات العلاج للأطفال المصابين بالتوحد. العلاج السلوكي المعرفي والعلاج بالتحليل السلوكي التطبيقي (ABA) يثبت فعاليته في تعليم الأطفال المهارات الأساسية وتعديل السلوكيات غير المناسبة.

العلاج بالنطق واللغة: مع تطور أساليب العلاج، أصبح العلاج بالنطق أكثر تخصصًا للأطفال المصابين بالتوحد، حيث يمكن تخصيصه وفقًا لاحتياجات كل طفل.

4. دور الأهل والمجتمع:

التوجهات الجديدة في الدعم لا تقتصر على المؤسسات الطبية أو التعليمية فقط. بل هناك أيضًا تركيز على دور الأهل والمجتمع ككل في تقديم الدعم. الأهل أصبحوا جزءًا أساسيًا من العملية العلاجية، والمجتمع بدأ في استيعاب فكرة الشمولية والدمج بشكل أفضل.

دعم الأهل: من خلال برامج تدريبية للأهل، يمكنهم تعلم كيفية دعم أطفالهم بشكل أفضل في المنزل وفي المجتمع.

التوعية المجتمعية: التوجه نحو توعية أكبر للمجتمع حول التوحد يزيد من قبول الأطفال المصابين بالتوحد ويقلل من الوصمة الاجتماعية المحيطة بهم.

5. الأبحاث المستقبلية:

ما زالت الأبحاث جارية في محاولة لاكتشاف أسباب التوحد وكيفية التعامل معه بشكل أفضل. العديد من الدراسات تركز على كيفية التفاعل بين الجينات والبيئة وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على نمو الدماغ.

6. فرص العمل والتوظيف:

مستقبل الأطفال المصابين بالتوحد لا يقتصر فقط على التعليم والرعاية الصحية، بل يمتد أيضًا إلى فرص العمل. مع زيادة الوعي والفرص، يمكن للأطفال المصابين بالتوحد أن يجدوا وظائف تتناسب مع قدراتهم الفريدة. بدأت بعض الشركات في استكشاف إمكانيات توظيف الأشخاص المصابين بالتوحد، خاصة في وظائف تعتمد على التركيز والدقة.

خلاصة:

مع التقدم العلمي والتكنولوجي، يتحسن بشكل مستمر فهم التوحد وطرق دعمه. لا يزال هناك الكثير من الأبحاث في هذا المجال، ولكن ما هو مؤكد هو أن المستقبل يحمل إمكانيات واعدة لدعم أطفال التوحد بشكل أفضل، وجعل المجتمع أكثر شمولية واحتواءً. من خلال العمل الجماعي وتقدم العلوم، يمكننا توفير بيئة أفضل لجميع الأطفال، بما في ذلك الأطفال المصابين بالتوحد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

متابعة أهداف الكتابة
اكتمال الفصول
0%
7 7
الكلمات المكتوبة
0%
2580 5000

الوقت المتبقي للانتهاء

Days
Hr
Min
Sec
لقد انتهى الوقت المخصص لإكمال الكتاب

منصة الكتابة

سنساعدك في تحويل أفكارك إلى كتب ملهمة، حيث تنبض الحروف بالحياة وتصبح رحلتك مع الكلمات تجربة فريدة.

نضع بين يديك مجموعة من الأدوات التي تساعدك في رسم حكاياتك وأفكارك لتجعل من طموحاتك قصصًا تُروى وأخبارا لا تنسى.