كاتب
الفهرس
أقدام على درب الألم
تأليف :
النوع :
المجال :

أقدام على درب الألم والكفاح" قصة عن رحلة شاب سوري يُدعى بسام، الذي يجد نفسه مضطراً لمواجهة تحديات الحياة بعد فقدانه لعائلته في قصف جوي خلال الحرب. من خلال الألم والمعاناة، يسعى لتحقيق حلمه بأن يصبح طبيبًا، رغم الصعوبات التي مر بها من الهروب إلى تركيا، وفقدان شقيقه، والعمل الشاق في مقهى صغير. بعد سنوات من الكفاح والصبر، يحقق بسام هدفه ويفتح عيادته الخاصة، مُلهمًا الآخرين بأن الجهد والإصرار يمكن أن يحولوا الألم إلى نجاح.

أقدام على درب الألم

لا أعرف من سيقرأ قصتي ومن لم يقرأها، أنا بسام أكتب قصتي لأني أعلم أن هناك أشخاص يحتاجونها وتساعدهم على استمرارية

حياتهم.

منذ زمنً بعيد كنت اقطن أنا وعائلتي في قرية من قرى سوريا، كانت الحياة جميلة كنت أعتقد بأن عالمي عالم متورد بزهور بهية، عالم متلألئ كالزمرد ولكن الساعة الرابعة برهنت لي العكس عندما تحول عالمي إلى جحيم. في الساعة الرابعة صباحاً يوم الجمعة لا يشبه نفسه من الأيام عندما استيقظ جميع من كان في القرية على صوت صافرة إنذار لم تكن صافرة إنذار عادية بل كانت صافرة بدء القصف الجوي هرعت مسرعاً إلى الخارج أنا وعائلتي وجميع من في القرية ومن شدة القصف تشتت شمل عائلتي، رأيت من بعيد قنابل وصواريخ  ملتهبة كأعواد ثقاب مشتعلة شعرت في تلك اللحظة بأن روحي تتمزق من الحسرة ،  وما أن هدأ القصف وعم الهدوء هرعت ابحث عن عائلتي كتائه في وسط غاب، ظللت ابحث إلى أن وجدتهم ولكن وجدتهم جثث فقد توفى أبي وأمي وأختي سارة في تلك اللحظة بكيت حتى أحسست إنا روحي تخرج مني و أظلمت الدنيا في وجهي ولكن فجأة تذكرت أخي باسل الذي كان يصغرني بسنة فهرعت ابحث عنه بين الأنقاض ومرت الساعات وأنا أبحث حتى أرهقني التعب،  فجأة سمعت  من بعيد صوتا يناديني وإذا به أخي باسل،  ذهبنا نبحث عن منزلنا هنا وهناك ولكن جميع المنازل صارت حطام ، ثم ذهبنا بخطوات ثقيلة مع بقية من نجى من القصف إلى معسكر الناجين .

ومرت الأيام …..

في إحدى الليالي تسللت أنا وأخي من المعسكر إلى الحدود التركية المجاورة لنا كلاجئين، كان يستغرق الذهاب إلى الحدود ثلاثة أيام مشياً، فجأة عند اقترابنا من الحدود رأينا وابل من الرصاص يتجه نحونا حاولنا تفاديه ولكن رصاصة قد أصابت باسل فسقط على الأرض حاولت التحدث معه ولكن بلا جدوى طلبت المساعدة من الأشخاص الذين على الحدود فساعدوني وتم إدخاله المستشفى انتظرت ما يقارب خمس ساعات، بعد برهة خرج الطبيب من قسم الطوارئ وقال: يمكنك التحدث الان إلى المريض لقد قمنا بإزالة الرصاص من جسده ولكن حالته ما زالت في خطر، دخلت على أخي وتحدثنا عن ما مررنا به في هذه الأيام المؤلمة، وفجأة قال لي  عدني بأن تحقق حلم أبي  بأن تصبح طبيب أنا أعلم ما مررنا به صعب لكن قاوم حتى تحقق حلمك، تأثرت بكلمات أخي ووعدته بأني سأصبح طبيب و سأعالج كل من يحتاج إلى علاج، بعد ما انتهينا من الحديث قال لي أخي : اذهب واجلب لي بعض الماء فذهبت، عندما عدت إلى الغرفة وجدت الطبيب وقال :للأسف لم نستطع إنقاذه توقف قلبه، شعرت بداخلي بنار تأبى الخروج فقد تحول عالمي إلى ظلام فالموت سلب مني أحبتي ،خرجت من المستشفى وأنا مكسور الفؤاد ، ذهبت لأبحث عن مكان أنام فيه فوجدت مقهى صغير فطلبت من صاحب المقهى النوم فيه فرفض وبعد محاولات عديدة وافق بشرط أن أنظف المقهى ليلاً بعد خروج الزبائن فوافقت، وبينما أستعد للنوم تذكرت وعدي لأخي في أن أصبح طبيب فغفوت وأنا أفكر، وفي الصباح طلبت من صاحب المقهى أن أعمل لديه فوافق ، ومضت الأيام والسنوات في المقهى واستطعت ادخار مبلغ يمكنني الدخول في كلية الطب .

بعد مرور سبع سنوات من الدراسة والسعي في درب الكفاح تخرجت من الكلية وتحسنت أحوالي وبدأت العمل في مستشفى وبعد ذلك استطعت شراء عيادة خاصة لي ودفعت قرضي لصاحب المقهى وكونت عائلة واستقريتُ في تركيا.

في النهاية أيها القارئ مهما عانيت من ظروف ومهما فقدت أشخاص عزيزين تذكر بأن الله بجانبك قم وثابر وتحدى الصعاب من أجل أن تكون أنت الأفضل فبالجهد ستكون أنت البطل الذي سيصنع المستحيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

متابعة أهداف الكتابة
اكتمال الفصول
0%
1 1
الكلمات المكتوبة
0%
545

الوقت المتبقي للانتهاء

Days
Hr
Min
Sec
لقد انتهى الوقت المخصص لإكمال الكتاب

منصة الكتابة

سنساعدك في تحويل أفكارك إلى كتب ملهمة، حيث تنبض الحروف بالحياة وتصبح رحلتك مع الكلمات تجربة فريدة.

نضع بين يديك مجموعة من الأدوات التي تساعدك في رسم حكاياتك وأفكارك لتجعل من طموحاتك قصصًا تُروى وأخبارا لا تنسى.